عن سيرة مالكوم اكس
- تحوّلان عظيمان عبّر #مالكوم_اكس، عليه رحمة الله، في سيرته عن امتنانه الكبير عليهما: التحول من التخبُّط وغياب الغاية إلى الإيمان ووضوح الرسالة، والتحول من الجهل إلى العلم.
لا أنسى وصفه للمفارقة العظيمة بين حاله وهو يتخبّط في غياهب الضلال وحاله بعد الإسلام، وهي مفارقة ربما لا يشعر بها أو لا ينتبه لها من وُلد في عافية الإسلام. إذ يذكر مالكوم كيف أنه كان ضائعاً من قبل؛ لا يجد لوجوده معنى حقيقياً ولا يرى لنفسه هدفاً سامقاً وكلّ همه السهر والسُكر ونيل الإعجاب، فيقول: "لم أكن وأنا أتجول ببضاعتي في الأسواق أو وأنا أبيع المخدرات وأسرق البيوت لأتصور حتى ولو كنت تحت تأثير رطل كامل من الحشيش أنه سيأتي يوم أجدني فيه واقفاً على منابر في أكبر الميادين الرياضية وأشهر الجامعات وأنجح برامج الإذاعة والتلفزيون ليس في الولايات المتحدة وحسب ولكن في مصر وأفريقيا وإنجلترا". |
كما أنّ مالكوم اكس وجد حريته خلف القضبان، وتلك منحة ربانية عظيمة، ومفارقة تدعو للتأمل... إذ كيف يجد المرء حرُّية روحه حيث يكون جسده مكبّلاً؟! في السجن! حيث إنه صار ينهل هناك من معين الكتب ويستغرق في مطالعة شتّى العلوم، وترى ذلك في وصفه؛ إذ لم يثنه عن استغراقه في القراءة انطفاء المصابيح في الزنازين ليلاً، وكان لا ينام إلا سويعات قليلة ويتظاهر بالنوم حين يسمع وقع خطوات الحارس بالقرب من زنزانته كل ذلك في سبيل ألا يقطع قراءته الجادّة، وقد وصف امتنانه ذاك بقوله: "لقد غيّرت القراءة مجرى حياتي تغييراً جذرياً، ولم أكن أهدف من ورائها إلى كسب أية شهادات لتحسين مركزي وإنما كنت أريد أن أحيا فكرياً"... ولا عجب؛ إذ ما أكثر ما يقترن مصطلح "القراءة" بمصطلح "الحياة" عند القراء! 😃
رحمه الله...
أنا وربما أنت، أيها القارئ، من الذين ولدوا مسلمين ولم يشهدوا التحول الأول الذي شهده مالكوم اكس في حياته ليشعروا بالفرق الهائل ويلامس وجدانهم ذلك الفرق كما لامس وجدانه، وذلك فضل من الله أيضاً... لكن التحول الثاني ستشهده بعد كل كتاب تقرؤه.. لذلك اقرؤوا ثم اقرؤوا ثم اقرؤوا 🌸 وهذا فقط 🌌
#مذكرات_قارئة
تعليقات
إرسال تعليق