إخاء سماوي
-
لله حزنكَ المضني حين ترى الحزن قابعاً في قلب أعز أصدقائك ثم لا تستطيع أن تنتزعه منه! لله صبركَ حين ترى الدّمع يلتمع في عينيه ثم لا تستطيع تغيير الماجرَيات! لله تقلّبك في الليل إذا ما بثّكَ شقيق روحك همّه، ثمّ يهجركَ الكرى وتبقى تشاركه صامتاً الهمّ والسهر والوجع! وتتمنى لو أنّك تحمل عنه بعض ما يجد لعلّ ذلك يخفف عنه.
لله تشكو الألم الذي يصيبك حين تراه حزيناً ولا تستطيع من أجله شيئاً. عزاؤك فقط أنّكَ تهديه حبّك وإخلاصك ووفاءك غيباً بالدّعاء، تلهجُ آناء الليل أنِ اللهمّ إنّه قطعة من روحي، بل إنه أنا! تولّاه بألطافك وتغمّد فؤاده برحماتك، وهبه السّعادة والسّرور، والرِّضا والتَّسليم، واربط على فؤاده يا حيّ يا قيّوم، أنتَ وليّ ذلكَ والقادر عليه، وليس لي من الأمر شيء. تسأله راجياً أنْ تولّاه يا ألله فإنني لا أقوى على رؤية الحزن في عينيه.
كنتُ ذات مرة أتأمّل ما يمرّ في حياتي من ألم أو خيبات أمل، فاستغرقتُ في امتناني لله، حيث وجدتُ أنّ الله مع كل نائبة من نوائب الدّهر يهديني رفقة طيّبة يمنحونني الحبّ الخالص، ويهدونني الدّعوات الطيّبة، يسددونني إن أخطأت، ويفرحون إن أصبت، ويرشدونني إذا ضللت، وينصحونني إذا احتجت، يشاركوني الحزن إن حزنت ويقاسموني السعادة إذا سُررت، ويآزرونني بالدعاء في كل حين، كيف للحزن أن يجد مكاناً في قلبك وهناك أحدهم إذا رفع يديه يسأل الله لنفسه حاجة من الحوائج ويضمّ اسمك في دعائه بالخير والفلاح.
حقاً! تمرّ أحداث الزمان، وتمرّ خيبات الأمل، وتمر المصائب، وتترك لنا أجراً عظيماً وقوة هائلة ورفيقاً صادقاً وتجربة لا تُنسى. إن مرّ بك من هذه المصائب ما مرّ ثم حزتَ تيكَ الهبات الربّانية فأنتَ ذو حظٍّ عظيم!
الحمد لله مهما استطال البلاء ما دام يورث الأجر العظيم والأصدقاء النبلاء، الحمد لله على ألم يعقبه عافية، وصبر يعقبه نوال، ومصيبة يعقبها صديق مدى الحياة! الحمد لله دائماً وأبداً.
تعليقات
إرسال تعليق